مرحبًا بكم في الموقع الرسمي لمؤسسة سيدة الأرض،18 عامًا من العطاء

إسراء جعابيص: من ظلمات الأسر إلى نور الكلمة… صرخة مقاومة في وجه الاحتلال

في مشهد استثنائي تملؤه الدموع والفخر والمقاومة، احتضن معرض تونس الدولي للكتاب اليوم حفل توقيع كتابين للأسيرة الفلسطينية المحررة والكاتبة إسراء جعابيص، التي حوّلت حروق الجسد إلى جمرٍ من كلمات، وحولت قضبان السجن إلى قصائد مقاومة تلهب القلوب.

حملت إسراء بين يديها كتابين ليسا كأي كتابين، بل هما شاهدان حيّان على وجعها ومعاناتها الطويلة خلف أسوار الاحتلال:

الأول “موجوعة”، الذي ينطق بلسان الجرح والألم والخذلان والصبر، والثاني “فضفضات”، الذي يبوح بأسرار من ليالٍ طويلة كانت فيها وحدها تواجه الجلاد، لكنها لم تفقد لحظة إيمانها بالحرية.

جاء تنظيم هذا الحدث بمبادرة كريمة من مؤسسة سيدة الأرض، ودار حكايات Edition، ومنصة Clik2Read، تأكيدًا على أن الكلمة الحرة أقوى من كل قيد.

افتُتح الحفل بكلمة ملهمة من د. كمال الحسيني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض، الذي حمل صوته رسالة كل فلسطيني حرّ، مشددًا على أن العمل الثقافي اليوم هو سلاح حقيقي في وجه الاحتلال، وأن مؤسسة سيدة الأرض التي تعمل منذ 18 عامًا تجتهد للحفاظ على السردية الفلسطينية وحماية الحقيقة من محاولات التزوير التي يمارسها الاحتلال بكل ما أوتي من قوة.

قال الحسيني بصوت مفعم بالحماس:

“كل المسميات تغيب أمام اسم فلسطين… كلنا هنا من أجلها، وكلنا نقف خلف أسراها وأسيراتها… من جبهات المقاومة إلى جبهة الثقافة، فلسطين واحدة لا تتجزأ.”

كانت كلمته صرخة تذكير لكل الحاضرين بأن معركتنا مع الاحتلال ليست فقط في الميدان، بل أيضًا في الوعي والذاكرة والرواية.

في القاعة، وقفت إسراء بجسدها المحترق ووجهها الذي يحمل آثار الألم، لكنها كانت تبتسم كمن انتصر، وكمن يريد أن يقول:

“ها أنا أعود إليكم من خلف الجدران، محملةً بحكايات لن أموت قبل أن أرويها.”

ازدحم الناس حولها، بعضهم ذرف الدموع بصمت، وبعضهم أراد فقط أن يلمس يدها، وكأنها صارت أيقونة حية للصبر.

“موجوعة”، كما قالت إسراء، ليس فقط كتابًا، بل هو مرآة لكل أسيرة وأسير خلف القضبان، وهو رسالة بأن الوجع لا يُسكِت، بل يُفجّر الكلمة.

أما “فضفضات”، فهو أقرب إلى البوح الحر، حيث تكشف فيه عن لحظات الانكسار والقوة، عن شوقها لولدها، عن ليل الزنزانة، عن رائحة الحرية التي كانت تتراءى لها من كوة صغيرة في جدار بارد.

كان حضور إسراء بمثابة إعلان انتصار: انتصار الروح على القيد، وانتصار الحكاية على المحو، وانتصار فلسطين على النسيان.

ويأتي هذا التوقيع ليؤكد أن معرض تونس الدولي للكتاب ليس مجرد منصة للأدب، بل هو أيضًا ساحة نضال، حيث تنتصر الكلمة على الرصاصة، ويقف الأحرار معًا، قلبًا واحدًا، دفاعًا عن الحقيقة. كانت تونس، كما عهدناها، في الموعد، حاضنةً للقضية الفلسطينية، مذكّرةً بأن فلسطين لا تُنسى، وأن صوتها لا يُخمد

2 Responses

  1. شرّفت إسراء بحضورها معرض الكتاب لقد شرفت هذه التظاهرة وبصمتها وشرفت كل أرض تونس ..تحية إكبار وإجلال لهذه المناضلة الفذة المتحدية التي تمثل درسا في التمسك بالحق في الحياة الحرة والكريمة وتحيتي لكل الوفد المرافق لها والذي شرفني بجناح دار خريف يوم توقيعي لإصداري الجديد ..شرفتموني بالزيارة وهي تحية دين عسى أن أوفق إلى تسديده
    منى الماجري كاتبة وممثلة سينمائية ومديرة منتدى الموج للشعر والقصة ..بنزرت

    1. كلماتكِ النبيلة هذه أكبر من كل شكر، وهي تعبير صادق عن الروح التونسية الحرة التي نلمسها في كل مكان حللنا فيه. حضور إسراء جعابيص ومعها الوفد المرافق لم يكن إلا حلقة صغيرة في سلسلة الارتباط المتين بين أحرار تونس وفلسطين، وإن كان من شرفٍ في هذا اللقاء، فهو شرف اللقاء بكِ وبكل من يحمل الكلمة الحرة والإبداع الملتزم.

      نحن من نعتز بكِ، وبمسيرتكِ الثقافية والفنية، وبمنتدى الموج الذي يصنع فضاءات الجمال والمقاومة الناعمة بالكلمة.
      ونقول لكِ: هذا ليس دينًا أبدًا، بل هو وعد بلقاءات قادمة ومساحات أوسع من التعاون والمحبة.

      كل التحية لكِ من فلسطين، ومن مؤسسة سيدة الأرض، ومن قلوب كل من رافق إسراء في هذه الرحلة التي لن تُنسى.

شارك المعرفة