مرحبًا بكم في الموقع الرسمي لمؤسسة سيدة الأرض،18 عامًا من العطاء

تونس تستقبل الأسيرة المحررة إسراء جعابيص: موعد مع الحرية والكلمة في معرض تونس الدولي للكتاب

تستعد العاصمة التونسية لحدث ثقافي وإنساني مميز يتمثل في استقبال الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص، التي تحل ضيفة على فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب، حيث من المقرر أن تشارك في جلسة توقيع كتابيها الجديدين “موجوعة” و”فضفضات”، يوم الأحد الموافق 4 مايو 2025.

وتأتي هذه المشاركة في إطار دعم قضايا الأسرى الفلسطينيين وتسليط الضوء على معاناتهم المتواصلة خلف قضبان الاحتلال، عبر تسخير الكلمة والأدب كسلاح ناعم في مواجهة الظلم.

إسراء جعابيص: أيقونة الجرح الفلسطيني

إسراء جعابيص، الأسيرة المحررة، تحمل في جسدها وفي ذاكرتها قصة ألم وصبر استثنائيين. اعتُقلت عام 2015 بعد إصابتها بجروح خطيرة إثر انفجار عرضي في مركبتها بالقرب من حاجز للاحتلال الإسرائيلي جنوب القدس المحتلة. رغم وضعها الصحي الحرج ومع حاجتها الماسة للعلاج، حُكم عليها بالسجن أحد عشر عاماً، قضت معظمها وهي تتحدى الألم بقوة إرادتها وصلابة روحها.

تحولت قصتها إلى رمز عالمي لمعاناة الأسرى الفلسطينيين، خاصة الجريحات منهن، وأصبحت صوتاً صادحاً بالحق رغم كل محاولات الإخماد.

من الجرح إلى الكلمة: “موجوعة” و”فضفضات”

بعد تحررها، اختارت إسراء أن توثق رحلتها المريرة لا عبر الشكوى، بل بالكلمة الصادقة، فكتبت كتابي “موجوعة” و”فضفضات”، اللذين يعكسان تجربة الاعتقال، تفاصيل الألم، وأيضًا ومضات الأمل التي لا تموت في قلوب الفلسطينيين مهما اشتدت العتمة.

من خلال نصوصها، تفتح جعابيص نافذة للقراء العرب والعالم على معاناة الأسيرات الفلسطينيات، لتسرد قصصاً عن القهر والحرمان ولكن أيضًا عن الإصرار، والتشبث بالحلم رغم القيد والجراح.

تونس.. موطن الدعم الدائم لفلسطين

لم يكن اختيار تونس محطة أولى لإطلاق إسراء لكتابيها عبثاً، إذ لطالما كانت تونس حاضنة للقضية الفلسطينية، وشعبها معروف بتفاعله الصادق والدائم مع كل ما يمس الكرامة العربية.

وتحظى زيارة إسراء بتفاعل واسع بين الأوساط الثقافية والإعلامية، حيث عبّر العديد من المثقفين والناشطين عن فخرهم باستقبال رمز من رموز النضال الفلسطيني المعاصر، مؤكدين أن حضورها في معرض الكتاب هو انتصار للحق الفلسطيني أمام محاولات تغييب قضاياه عن الوعي الدولي.

برنامج خاص في معرض تونس الدولي للكتاب

من المتوقع أن تتضمن مشاركة إسراء جعابيص لقاءات مفتوحة مع الجمهور، توقيع كتبها، بالإضافة إلى جلسات حوارية تسلط الضوء على قضية الأسرى والأسيرات، والتحديات التي تواجههم، والدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والإعلام في دعم نضالهم.

وينتظر أن تشهد جلسة توقيع كتابيها حضوراً جماهيرياً واسعاً، مع تغطية إعلامية كبيرة، تأكيداً على استمرار الرسالة التي حملتها إسراء من سجون الاحتلال إلى العالم: رسالة لا تنكسر، مهما حاول السجان.

تفاعل واسع على مواقع التواصل

بالتوازي مع الاستعدادات الميدانية، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعم واسعة تحت هاشتاغ
#إسراء_جعابيص_في_تونس،
تعبيراً عن الاعتزاز بهذه الزيارة التاريخية، ودعماً لرسالة إسراء وكفاحها الذي يمثل آلاف الأسرى خلف القضبان.

وتضمنت الحملة نشر صور ومقاطع فيديو تعريفية بإسراء وقضيتها، إضافة إلى دعوات جماهيرية لحضور حفل التوقيع وإيصال رسالتها إلى أوسع شريحة ممكنة من المتابعين.


في استقبال إسراء جعابيص، تحتضن تونس صوت فلسطين المجروح ولكن المنتصر بالكلمة، وتؤكد مرة أخرى أن الثقافة العربية قادرة على حمل قضايا الأمة الكبرى، وأن الحبر، مثل الدم، لا يتوقف عن كتابة رواية الحرية.


شارك المعرفة