في لحظة رمزية تفيض بالمعاني، التقى الدكتور كمال الحسيني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض، بالدكتورة جليلة خلفت، المهندسة والباحثة التونسية البارزة، التي جسّدت عبر مسيرتها العلمية نموذجًا للمرأة العربية التي تجمع بين التميّز الأكاديمي والانتماء العميق لقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

هذا اللقاء لم يكن لقاءً عاديًا، بل كان مساحة للاعتراف والوفاء. فقد كرّم الدكتور الحسيني الدكتورة خلفت بمنحها شهادة “من تونس إلى فلسطين… سنصلي في القدس”، إلى جانب بطاقة هوية “شجرة الزيتون المقدسة”، وذلك بمناسبة غرس شجرة زيتون باسمها في جبل الزيتون، أحد أقدس بقاع الأرض، ليظل هذا الغرس شاهدًا على ارتباط العلم بالحق، والهوية بالجذور، والانتماء بالأرض.
إن تكريم الدكتورة جليلة خلفت لا يأتي فقط اعترافًا بجهودها العلمية المتميزة في ميدان الهندسة والتكنولوجيا، بل لأنه أيضًا تأكيد على أن المرأة العربية، وتحديدًا التونسية، كانت ولا تزال في طليعة من يحملون همّ القضايا العادلة في العالم العربي، وفي القلب منها فلسطين. وقد مثّلت مواقفها ومساهماتها العلمية والإنسانية دعمًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية، بعيدًا عن الشعارات، وضمن رؤية تنموية ناهضة.
مؤسسة سيدة الأرض، عبر هذا التكريم، تؤكد التزامها الدائم بتكريس ثقافة الوفاء، وتوثيق جسور المحبة والاحترام بين أبناء الأمة، من الخليج إلى المحيط، ومن تونس الخضراء إلى القدس المحتلة. فكل شجرة زيتون تُزرع باسم علمٍ من أعلام الأمة، هي في جوهرها إعلان انتصار للثقافة على النسيان، وللحق على التهميش، وللأمل على اليأس.
وستبقى شجرة الزيتون التي غُرست باسم الدكتورة جليلة خلفت، شاهدة على هذا التكريم، وشاهدة على امرأة عربية جمعت بين العقل النابض بالعلم، والقلب المؤمن بعدالة فلسطين.